حروب مجيدة وحروب في مزبلة التاريخ
كانت الحروب القديمة حروب الشجعان عند التقاء الجيشين، فعادة ما كانت للحروب القديمة آثار محلية، تُؤثر فقط على مناطق أو مدن محددة، قد تشمل الحملات جيوشا قد يصل عددها عشرات الآلاف من الجنود الأبطال والقادة الفرسان الشجعان، يتواجهون بسيوفهم وجها لوجه من فوق خيولهم ومترجلين في ساحات المعارك..
وكما وصفهم القرآن في سورة العاديات قال تعالى:{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}، حيث أقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدو حين يظهر صوتها من سرعة عَدوِها..
فالخيل اللاتي تنقدح النار من صلابة حوافرها؛ من شدَّة عَدْوها لتغير على الأعداء عند الصبح الباكر بكل إقدام فيهيج بهذا العَدْو غبارا، فيتوسَّطن بالخيول جموع الأعداء، كانت حروبا شجاعة، حروب فرسان لا يهابون الموت في سبيل الحق.
الحرب الآلية الحديثة والمعاصرة
لقد تطورت المعدات المستخدمة في الحرب من العصي الحادة والحجارة إلى البنادق الآلية، وصولا إلى الصواريخ المفترسة التي ترسل “بكبسة زر” لتصل بنيرانها على رؤوس الشعوب الضحية والمغلوبة على أمرها..
حتى إن التاريخ لا يذكر -أبدا- الشعوب ضحايا الحرب؛ بينما يذكر أصحاب قرارات الحروب سواء كانوا على حق أم كانوا على باطل. وخير مثال على خطورة الحرب الآلية على الإنسان وما وصل إليه العلم التكنولوجي الحديث الذي يتشدق به الغرب والذي أضر بالبشرية ربما أكثر مما أفادها، القنبلة الذرية التي أطلقتها أمريكا على ناجازاكي وهيروشيما.
تاريخ أمريكا الذري تاريخ مزري وحاضر أشد إزراء
لم ينس التاريخ القنبلة الذرية التي أطلقتها أمريكا على اليابان في الحرب العالمية الثانية، فقد انفجرت قنبلة اليورانيوم فوق ناجازاكي وهيروشيما في 6 أغسطس 1945 بقوة انفجارية تعادل 15 ألف طن من مادة تي إن تي..
وقد دمرت وأحرقت نحو 70% من المباني، وتسببت في وفاة ما يُقدر بنحو 140 ألف شخص بحلول نهاية عام 1945، إلى جانب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة بين الناجين.
حروب الطغاة حروب غير شريفة
كانت الحروب العالمية ومن قبلها حرب إنجلترا وفرنسا التي استمرت مائة عام، فكم من بشر فُنُوا وأُهلكوا بسبب بشاعة وغباء أصحاب قرارات الحرب، وهل كل تلك الحروب عبر التاريخ البشري؛ كلها كانت حروبا تنافسية شريفة أم كانت حروبا عدائية مصدرها أطماع بشرية، حروب مدمرة لكل معاني الإنسانية!
وها هي أمريكا التي يتباهى بها المتحضرون ويعظّمها المغفلون من البشر؛ ها هي تحضر لدمار الشرق الأوسط بيدها وبيد الكيان المغتصب لأرضنا في فلسطين المحتلة، وما يحدث لغزة لهو خير دليل على ما يحمله هؤلاء الشرذمة من شر دفين ليس فقط ضدنا بل ضد الإنسانية كلها.
إن ما نشاهده الآن من حروب إلكترونية تكنولوجية، حروب اللحظة المدمرة، تقتل وتُهلك وتبيد وتُخرِّب ولا تُبقي طفلا ولا شيخا ولا زرعا إلا وأحرقته ولا بيتا عامرا إلا وهدمته، ولا ترقُب فيمن تواجه من بشر إلا ولا ذمة حروب منزوعة الرحمة منزوعة الإنسانية، حروب طغاة جبارين.
أخلاقيات الحروب في الإسلام
لم تكن حروب المسلمين حروب تخريب كالحروب المعاصرة التي يحرص فيها المتقاتلون من غير المسلمين على إبادة مظاهر الحياة لدى خصومهم، بل كان المسلمون يحرصون أشد الحرص على الحفاظ على العمران في كل مكان، ولو كان ببلاد أعدائهم كما ورد في كتب تاريخ الحروب في الإسلام..
إذ انفردت الجيوش الإسلامية من بين عظماء الحضارات كلها بالإنسانية الرحيمة العادلة في أشد المعارك احتداما، وفي أحلك الأوقات التي تحمل على الانتقام والثأر وسفك الدماء، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصي قادة الجند بالتقوى ومراقبة الله تعالى ليدفعهم إلى الالتزام بأخلاق الحروب..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، وكان مما يقوله في رواية لأبي داود: "لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا، ولا صغيرا، ولا امرأة"..
وقال صلى الله عليه وسلم فيما أوصى به قادة الجيوش: "من أمَّن رجلا على دمه ثم قتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا". رواه البخاري وغيره، حتى معاملة الأسير والرفق به وصى الإسلام بها، وقد قرن القرآن الكريم بِر الأسير ببر اليتامى والمساكين؛ {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}(الإنسان:8).
أكتوبر حرب الكرامة والشجاعة والإنسانية
للشعب المصري كل الحق والفخر أن يحتفل في كل لحظة -وبعد أكثر من خمسين عاما- بانتصار الأبطال الشجعان أبطال أكتوبر المجيد لأنها كانت حرب فرسان شجعان بمعنى الكلمة، أولا لأنهم كانوا يحاربون ويقاتلون لاسترجاع الأرض التي هي في منزلة العِرض..
فدفعوا أرواحهم فداء لهذه الأرض وبكل شجاعة وبطولة فكتب الله لهم النصر، ومن مات دون أرضه فهو شهيد، كانت الحرب حربا شريفة من الجانب المصري، حرب كرامة حرب فروسية وشجاعة وإقدام جنودا وضباطا وقادة جيوش في كل الأسلحة برا وبحرا وجوا، بل كانت وما زالت دروسا عظيمة تدرس في كل المعاهد العسكرية ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم كله.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا